من حوالى سنتين تقريبا، كتبت موضوع بعنوان "الشباب بين اليوم والماضى الجميل"، وبعته لــ مجلة كلمتنا لنشره على أعتبار أنها مجلة شبابية تهتم بكل ما يتعلق بالشباب، وجاء لى الرد على الموضوع بعدم أمكانية النشر ووقتها كانت المجلة تتبنى فكرة كيف تصبح شابا أيجابيا، وأزاى تقدر "تعيشها صح"، وهو ده كان أسم الــWork shop اللى دعيت ليه المجلة كل كتابها من الشباب لحضوره وكنت أنا واحدة منهم، ومن هنا كان سبب رفض موضوعى لأنه الحقيقة كان وجهة نظر شديدة التشاؤم فى شباب اليوم ومقارنتهم بشباب الماضى الجميل زى ما وصفته وقتها، وعشان تفهموا الموضوع أكتر تعالوا نقرا الموضوع القديم ....
الشباب بين اليوم ... والماضى الجميل.
أعتقد أنها مقارنه ظالمه لأحدهما أو ربما لكلاهما، فقد تكون كذلك بالنسبه لشباب اليوم حيث لا يوجد الهدف الذى يجمعهم ولا توجد الظروف المهيئه لأفراز عباقرة الماضى.
وقد تكون ظالمه لشباب الماضى لمجرد مقارنته بشباب ليس له هدف أو طموح، يفتقد الى العزيمه والأرادة، يعيش اليوم ولا يفكر فى الغد كيف سيكون.
فبالرجوع بالذاكرة عدة سنوات بالتحديد الى ستينات القرن الماضى سنجد شباب لا تكسره حتى الهزيمة، يحلم بمستقبل أفضل، بأنتصار عظيم، بحريه كامله، أو حتى ببعض منها حتى يستطيع التعبير عن بعض من أحلامه، أرائه، خاصة النقديه منها.
وبرغم كل ظروفه الصعبه من هزيمه وأنكسار الا أن هذه الظروف لم تمنع من وجود صلاح جاهين، احسان عبد القدوس، ليلى رستم، يوسف السباعى، انيس منصور، عبد الحليم حافظ وغيرهم كثيرين، أسماء عديدة لمفكرين وكتاب وفنانين لن يجود الزمن بمثلهم مرة أخرى، فأقترنت الستينات بالفكر والأبداع، فالشباب وقتها كان يقترب من أكتمال الأتزان فى كل شئ، فكانوا يتمتعون بصفات قد تكون أندثرت بفعل الزمن والظروف فى يومنا هذا مثل الشهامه والشعور بالأنتماء ليس فقط للوطن بأكمله ولكن للحى الذى يسكن به، للأسرة التى ينتمى اليها، وأكثر من ذلك الأستعداد الكامل للتضحيه لعودة كل ذرة من تراب مصر.
ولكن أين شباب اليوم من كل هذا ؟؟!
منهم من ينتظر الوظيفه على أحد الأرصفه أو النواصى أو فى أحد المقاهى، ومنهم من يغرق نفسه فى دراسته ولا شئ أخر، فلا وقت لهوايه أو رياضه، ومنهم من فقد الأمل سريعا فأصبح كل ما يشغله هو أحدث فيديو كليب، وأخر فيلم، وأجمد موقع على الأنترنت، وهناك تائهون بين هذا وذاك يبحثون عن يد تمتد اليهم لتخرجهم من تلك الدائرة المغلقة.
فهل هذا هو مصير جيل بأكمله الفراغ ولا شئ سواه، أم أن هذا هو سمه من سمات عصر التكنولوجيا وهى أن لا تترك للأنسان مساحة أبداع حيث كل شئ فى متناول يديه بمجرد الضغط على أحد أزرار الريموت كنترول.
ما الذى تغير؟ وما الفرق بين شباب الماضى ونظيره اليوم؟
فالمرحله العمريه واحدة، والعقلية تكاد تكون كذلك...
هل فقدنا الحماس وفقدنا معه الحلم والسعادة الحقيقيه والقدرة على الدهشه، فأصبح ما نعيشه هو الحقيقه الثابته فى حياتنا.
وهل السلبيه أصبحت جزءا لا يتجزأ من سلوكيات هذا الجيل؟
أم أننا فقط نحتاج الى قضيه حقيقيه نلتف حولها ونهتم بها وتصبح هى شغلنا الشاغل وتجعل منا أبطالا حقيقين.
فهل نحن الذين نصنع النجاح قاصدين ذلك أم أن الظروف هى التى تضطرنا اليه.
أعتقد أنها مقارنه ظالمه لأحدهما أو ربما لكلاهما، فقد تكون كذلك بالنسبه لشباب اليوم حيث لا يوجد الهدف الذى يجمعهم ولا توجد الظروف المهيئه لأفراز عباقرة الماضى.
وقد تكون ظالمه لشباب الماضى لمجرد مقارنته بشباب ليس له هدف أو طموح، يفتقد الى العزيمه والأرادة، يعيش اليوم ولا يفكر فى الغد كيف سيكون.
فبالرجوع بالذاكرة عدة سنوات بالتحديد الى ستينات القرن الماضى سنجد شباب لا تكسره حتى الهزيمة، يحلم بمستقبل أفضل، بأنتصار عظيم، بحريه كامله، أو حتى ببعض منها حتى يستطيع التعبير عن بعض من أحلامه، أرائه، خاصة النقديه منها.
وبرغم كل ظروفه الصعبه من هزيمه وأنكسار الا أن هذه الظروف لم تمنع من وجود صلاح جاهين، احسان عبد القدوس، ليلى رستم، يوسف السباعى، انيس منصور، عبد الحليم حافظ وغيرهم كثيرين، أسماء عديدة لمفكرين وكتاب وفنانين لن يجود الزمن بمثلهم مرة أخرى، فأقترنت الستينات بالفكر والأبداع، فالشباب وقتها كان يقترب من أكتمال الأتزان فى كل شئ، فكانوا يتمتعون بصفات قد تكون أندثرت بفعل الزمن والظروف فى يومنا هذا مثل الشهامه والشعور بالأنتماء ليس فقط للوطن بأكمله ولكن للحى الذى يسكن به، للأسرة التى ينتمى اليها، وأكثر من ذلك الأستعداد الكامل للتضحيه لعودة كل ذرة من تراب مصر.
ولكن أين شباب اليوم من كل هذا ؟؟!
منهم من ينتظر الوظيفه على أحد الأرصفه أو النواصى أو فى أحد المقاهى، ومنهم من يغرق نفسه فى دراسته ولا شئ أخر، فلا وقت لهوايه أو رياضه، ومنهم من فقد الأمل سريعا فأصبح كل ما يشغله هو أحدث فيديو كليب، وأخر فيلم، وأجمد موقع على الأنترنت، وهناك تائهون بين هذا وذاك يبحثون عن يد تمتد اليهم لتخرجهم من تلك الدائرة المغلقة.
فهل هذا هو مصير جيل بأكمله الفراغ ولا شئ سواه، أم أن هذا هو سمه من سمات عصر التكنولوجيا وهى أن لا تترك للأنسان مساحة أبداع حيث كل شئ فى متناول يديه بمجرد الضغط على أحد أزرار الريموت كنترول.
ما الذى تغير؟ وما الفرق بين شباب الماضى ونظيره اليوم؟
فالمرحله العمريه واحدة، والعقلية تكاد تكون كذلك...
هل فقدنا الحماس وفقدنا معه الحلم والسعادة الحقيقيه والقدرة على الدهشه، فأصبح ما نعيشه هو الحقيقه الثابته فى حياتنا.
وهل السلبيه أصبحت جزءا لا يتجزأ من سلوكيات هذا الجيل؟
أم أننا فقط نحتاج الى قضيه حقيقيه نلتف حولها ونهتم بها وتصبح هى شغلنا الشاغل وتجعل منا أبطالا حقيقين.
فهل نحن الذين نصنع النجاح قاصدين ذلك أم أن الظروف هى التى تضطرنا اليه.
هو ده الموضوع القديم زى ما قريته كده بالظبط، وهبتدى أكتب النهاردة من أخر جملتين فى الموضوع القديم، وهقول:
أن الحقيقة انى ممكن أكون ظلمت شباب جيلى بكتابتى للموضوع ده وبحكمى عليهم بأنهم شباب بلا هدف أو حلم أو حتى أنتماء، لكنى الحقيقة برضه أرجعت ده فى أخر موضوعى الى عدم وجود قضية حقيقية نلتف حولها فتصبح هى شغلنا الشاغل وتجعل منا أبطالا حقيقين.
هرجع بيكوا لزمان شوية للستينات اللى أتكلمت عليها فى موضوعى، واللى الحقيقة مكنش لينا أحنا مواليد الثمانينات أى مرجعية لها غير أفلام الأبيض والأسود، وهفكركم بفيلم "فى بيتنا رجل" للنجم عمر الشريف، واللى كان بيحكى عن بطولة شاب مصرى أمام الأحتلال الأنجليزى وقتها، وكل ما أتفرج على الفيلم ده أقول ياااااااسلام هى دى الوطنية والشهامة والجدعنة والرجولة مش الشباب التافهة بتاع اليومين دول، لحد ما حصلت الأزمة الأخيرة بين مصر والجزائر واللى أرفض أنى أرجع سببها لمجرد ماتش كوره وده لأسباب كلنا سمعناها فى التليفزيون اليومين اللى فاتوا وحفظنها ومش مجال انى أقولها دلوقتى، بس اللى عايزه أقوله دلوقتى وأكد عليه هو هذا الكم الهائل من الوطنية والأنتماء اللى فجأة هبطت على الشباب المصرى من بعد اللى حصل بعد ماتش اللى أقيم فى السودان واللى عملوه شوية البلطجية الجزائريين تجاه الجمهور المصرى، رد فعل غير متوقع بصراحة على الأقل بالنسبة لى، وشفت من خلاله حاجة غريبة جداااا، أن شباب النهاردة يمكن يكونوا أكثر انتماءا من شباب زمان مش عشان حاجه غير أن شباب النهاردة بيعانى من ظروف أقتصادية وأجتماعية أشد قسوة وضراوة من شباب الستينات مثلا، وكتير منهم مش لاقى فرصة يحقق فيها هدفه وكيانه على عكس شباب زمان كانوا عايشين فى أيام العز زى ما بيقولوا وأيامهم أحسن من أيامنا مية مرة، ومع ذلك خرج الشباب المصرى فى مظاهرات وكان حديثهم طوال الأسبوع الماضى وشغلهم الشاغل أزاى نسترد حقنا من الجزائريين، وأكاد أجزم أن 70% من الشباب اللى طلعوا فى المظاهرات يعانون من البطالة، ساعتها أدركت أن الشباب ده مش محتاج الا القضية اللى تحركه ومحتاج يعرف طريقه اللى يبتدى منه وهو هيبقى أحسن شباب فى العالم، والنهاردة بقول لصناع فيلم "فى بيتنا رجل" وعلى رأسهم طبعا النجم عمر الشريف ولكل جيل الستينات، مصر لم تفقد حب شبابها لها، فهى تقف اليوم لتفتخر بهم أمام العالم كله وتعلن بأعلى صوتها ... فـــــــــــى بــلادنـا رجــــــــال ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق