السبت، 11 سبتمبر 2010

بعد سنوات من التراجع والنمطية ... "أهل كايرو" على قمة الهرم الدرامى ليثبتوا أن الدراما المصرية لازالت قادرة على المنافسة والريادة.





اذا أردت أن تتعرف على كواليس العمل الصحفى بكل ما فيه من صنع الخبر حيث الفضول مضافا اليه قليل من المبالغة والحبكة الصحفية وأحيانا التزييف، واذا أردت أن تشاهد بعض من أعتصامات شباب الصحفيين وغيرهم للحصول على أبسط حقوقهم، وان كنت من متابعى صفحات الحوادث حيث الجرائم الممزوجة بدم النساء اللاوتى صنعهن تزاوج المال بالسلطة مع قليل من الشهرة والنجاح الزائف، اذا تمنيت أن ترى ضابط المباحث المخلص لعملة نزيه الأخلاق والطباع، وعلى الجانب الأخر شاعر العامية رقيق المشاعر موظف الحكومة البسيط الذى لا حول له ولا قوة ولا يملك شيئا سوى دماثة خلقة وقدرا كبيرا من النبل لم يعد موجودا من الأساس.

اذا بحثت عن صورة درامية جيدة وقصة متماسكة الأركان صاغها مخرج محترف واعى دارس موهوب صاحب رؤية.

واذا أشتقت الى رؤية تمثيل من النوع الرفيع الراقى، وتشوقت الى سماع أغنية لا أجد أبلغ ولا أعمق منها تعبيرا عن الواقع غريب الأطوار الذى نعيشه ونصادفه كل يوم، وتستمع اليها بصوت أكثر المطربين أحساسا وموهبة حيث كلمات شاعر مصر الأول وألحان موهوب ملحنى الوطن العربى.

اذا أردت كل ذلك .... فأرجوك شاهد مسلسل "أهل كايرو".

أهل كايرو ....

المخرج محمد على :


مفاجأة هذا العام الحقيقية مع أحترامى الكبير للمخرج محمد ياسين صاحب مسلسل الجماعة، ولكن محمد على هنا فى أهل كايرو مدهش بكل معانى الكلمة ... ويعتبر أهل كايرو ثانى عمل له فى الدراما التليفزيونية بعد أن نجح نجاحا كبيرا العام الماضى ولفت الأنظار اليه فى مسلسل حكايات وبنعيشها للنجمة ليلى علوى وعلى وجة التحديد فى الحكاية الثانية "مجنون ليلى" ليأتى هذا العام ويتوج نجاحه بنجاح أكبر لنتأكد من أننا نقف أمام مخرج كبير يختار نصوصه بعناية وحرفية شديدة الى جانب تمتعها بقدر كبير من رهافة الحس الممزوج بشجن كبير أصاب أبطاله من قسوة ما يعانون.
واليوم فى أهل كايرو يخرج محمد على مسلسل درامى بدرجة فيلم سينمائى تشويقى درامى رومانسى وأحيانا لايت كوميدى أستخدم فيه كل أدواته كمخرج سينمائى تخطى نجاحه التليفزيونى حتى الأن نجاحه السينمائى الذى لا أذكر منه الأن سوى فيلم "لعبة الحب".
لنجد أمامنا فى أهل كايرو صورة جديدة تماما على شاشة التليفزيون حيث التفاصيل جيدة الصنع، وأستخدام الفلاش باك دون الأخلال بالعمل أو التشويش على المشاهد، وتقسيم الشاشة الى بعدين مختلفين، كل هذا جعل محمد على هو أفضل مخرجى هذا العام على الأطلاق ولا ينافسه سوى محمد ياسين فى "الجماعة"، والعظيم خيرى بشارة فى "ريش نعام".

الكاتب والسيناريست بلال فضل :

تفوق على نفسه، ولكن السؤال أين كانت كل هذة الموهبة قبل "أهل كايرو"، فما بين خالتى فرنسا، صايع بحر، أبو على، حرامية فى كجى تو وحتى فى التجربة الدرامية الأولى من خلال مسلسل "هيما" لم أجد هذا الكاتب العظيم الكبير الموهوب بحرفية شديدة سوى فى فيلم واحد من الناس والأن برائعة أهل كايرو.

النجم خالد الصاوى :

كيف لا ينجح وهو أحد النجوم القلائل الذين بدأوا السلم من أوله وصنعه نجاحهم بخطى صغيرة ولكنها ثابته الى حد كبير، العام الماضى وفى زحمة مسلسلات رمضان أستطاع أن ينجح وبقوة من خلال مسلسل "قانون المراغى"، واليوم يؤكد النجاح ب "أهل كايرو" ليصبح أسم خالد الصاوى بمثابة علامة الجودة لأى عمل نشاهده فيكفى أن ترى أسم خالد الصاوى على أى عمل لتضمن على الفور أنك ستشاهد ما يستحق، ساعده فى كل هذا كونه فنان مثقف وواع.

النجمة رانيا يوسف :

نجمة رمضان هذا العام سواء فى "أهل كايرو" أو حتى فى مسلسل "الحارة" ورغم أختلاف الدورين الا أنها تألقت تماما فى كل منهما، وفى أهل كايرو لا تستطيع أن تتخيل ممثلة غيرها تقوم بدور "صافى سليم".
حيث كانت جميع مشاهدها عميقة ومؤثرة وخاصة مشاهد تصور قتلها التى جاوزت الثلاث مشاهد تقريبا فنفذتها بمساعدة المخرج محمد على بحرفية شديدة، هذا الى جانب تدرج أدائها فى المشهد الواحد مابين الشراسة والطيبة والترقب والخوف والندم والحسرة.
فنجحت رانيا يوسف وأستطاعت هذا العام أن تضع السطر الثانى لمشوارها الفنى فى ثبات ووعى شديدين، وذلك بعد أن تألقت العام الماضى فى مسلسل "حرب الجواسيس"، ومسلسل "حكايات بنعيشها" فى الحكاية الثانية "مجنون ليلى" حيث التجربة الأولى لها مع المخرج محمد على، والذى أستطاع أن يرسم لها شكلا جديدا سواء العام الماضى فى دور زوجة الأخ الشريرة المسيطرة، وحتى هذا العام فى دور "صافى سليم".

الفنانة كنده علوش :

فنانة رقيقة صاحبة وجة ملائكى قد يحصرها لسنوات فى دور الفتاة الرقيقة الطيبة المثالية، لعبت الدور بأدراك وموهبة كبيرة فأصبحت مكسبا جديدا للدراما المصرية، رغم تحفظ الكثيرين على كونها تلعب دور صحفية سورية – مصرية ولكن هذا ساعدها كثيرا خصوصا فيما يتعلق باللهجة المصرية التى لم تتقنها تماما.

الفنانة كارولين خليل :

تألقت هذا العام فى أكثر من عمل حيث شاهدنها أيضا فى مسلسل "قصة حب" فى دور السيدة المحجبة، ولكنها فى أهل كايرو نجحت فى أن تجسد شخصية مديرة أعمال "صافى" وشريكتها الأساسية فى كثير من أحداث المسلسل، فلعبت الدور بمنتهى النعومة ودون مبالغة فى الأداء، وأكدت نجاح العام الماضى فى مسلسل "خاص جدا".
ففى أهل كايرو كان لها أكثر من مشهد يعد "ماستر سين" لها سواء أمام النجم خالد الصاوى أو أمام النجمة رانيا يوسف.

وأخيرا "أهل كايرو" مسلسل يصعب تصنيفه ولكن من السهل جدا تذوق جمالياته وهى كثيرة، يندرج تحت بند العمل الفنى وفى نفس الوقت جماهيرى، أجتمعت كل عناصره لتشكل نجاحا من الصعب أن يتكرر كثيرا، وكان أبرزها مديرة التصوير الفنانة نانسى عبد الفتاح، وأغنية رائعة للمطرب حسين الجسمى من كلمات الشاعر أيمن بهجت قمر، وألحان الفنان وليد سعد، أيضا لعب "الكاستنج" دورا كبيرا فى تميزه فكشف لنا عن عدة مواهب تدخل فى مصاف العبقريات وعلى رأسها الفنان الكبير الوجة الجديد "جميل برسوم" فهو مفاجأة المسلسل المدهشة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق