الجمعة، 19 فبراير 2010

مهن سيئة السمعة ... ولكن


هناك مهن كثيرة فى حياتنا ينظر اليها عادة على أنها مهن سيئة السمعة، وأغلبها يكون مهن نسائية، لا لشئ سوى أنها قد تتطلب أشياءا تختلف عن أى وظائف أخرى تقليدية، مثل أن تتطلب مضى وقت أطول بها فى قضاء ورديات متأخرة ليلا وأشهر مثال على ذلك مهنة ملاك الرحمة أو الممرضة التى تقتضى فى كثير من الأحيان العمل لفترات طويلة ليلا أو حتى المبيت خارج المنزل، وهذا يتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع الذى نعيش بداخله والذى يفرض على المرأة قوانين معينة ومحددة يجب عليها أن تتحرك فى نطاقها والا ...
وأتذكر الأن صورة مريم فخرالدين بوجهها الملائكى البرئ فى العديد من أعمالها السينمائية وهى تقوم بدور الممرضة لدرجة أن كثير من البنات كانوا يحلمون فى طفولتهن أن يصبحوا ممرضات من مجرد مشاهدتهن لتلك الأفلام.
ولكن الواقع ...
الواقع أن المجتمع يتعامل بشئ من الجفاء مع هذة الشريحة من المجتمع ويضم اليها الكوافيرات والسكرتيرات، وهذة الأخيرة ساهمت الدراما بشكل أو بأخر فى وضع ملامحها بشكل جعل الناس تنظر اليها بشئ من الترقب وعدم الأحترام خاصة السيدات أو بمعنى أصح زوجة المدير.

تحدثنا الى العديد من السيدات والتى تنوعت أعمالهن بين الممرضة والكوافيره لنتعرف على جوانب مضيئة أكثر من الممكن أن تغير من حكمنا المسبق عادة على تلك المهن.


شريفة (38سنة) تعمل ممرضة تقول " أعمل فى التمريض من حوالى 18 سنة وذلك بعد أن درسته فى مستشفى المطرية التعليمى، وتم تعيينى فيها لأننى كنت من أول الدفعات التى تتخرج منها"
تحدثت عن متاعب المهنة قائلة: "هى بتختلف على حسب التوزيع أو التخصص، يعنى مثلا اللى بيشتغلوا فى الجراحة ممكن يقضوا طول النهار من عملية لعملية فيبقى عليهم ضغط كبير، ده الى جانب أن مافيش بدل عدوى، ومافيش مرتب مجزى، فهو عادة يتراوح بين 300 – 400 جنية.
أما عن الورديات الليلية تحدثت قائلة : "المهنة دى عشان تعملى فيها قرش كويس عايزة حد متفرغ، مش وراه مسئولية، فلو أديتى المهنة دى حقها هتديكى، يعنى قبل الزواج كنت بشتغل فى أكتر من مستشفى من وأنا طالبة".
وعن أعتراض بعض الأسر على التأخير فى ورديات العمل أوضحت قائلة :
أه طبعا بيبقى فى تخوف من أن فى بعض البنات بتبقى سلوكياتها خاطئة، وأيضا بعض الدكاترة، بس عموما كل مهنة فيها الوحش والحلو، وأحنا كمجتمع بنحب الرغى الكتير وما نصدق نتكلم كتير.
وعن نظرة المجتمع السلبية لمهنة التمريض والممرضات ردت مؤكدة :
"ده بيرجع الى الممرضة نفسها والحدود اللى بتضعها للتعامل مع الناس، وأكيد فى شريحة معينة سلوكهم بيسئ للمهنة زى البنات اللى بتخرج مع دكاترة، فى النهاية أحنا مجتمع شرقى والسيئة فيه بتعم".

م. منى (50 سنة) تعمل كوافيرة تقول: بدأت العمل فى مهنة الكوافير وأنا عندى 15 سنة فى أحد الفنادق الشهيرة فى السبعينات رغم أعتراض أهلى فى البداية،وتعلمت على يد صاحب المكان مسيو جاك كل أسرار المهنة، واستمريت فى العمل معه لمدة 10 سنوات،وبعدين اشتغلت عندمسيو غريب وهو كان المصفف الخاص بالسيدة جيهان السادات وقتها، واتعرفت على جوزى وكان يعمل فى نفس المهنة، وفتح أول محل خاص بنا فى المنيل ثم بعدها فى الهرم".
وعن المتاعب التى تواجهها فى عملها تابعت قائلة:
"لشغلانة كلها اتغيرت، خصوصا نوعية الزبائن، زمان كان فى رقى والشغلانة كان لها قيمتها".
وعن الفرق بين من يعملن فى المهنة زمان وحاليا أكدت أن لا وجه للمقارنة قائلة:
"دلوقتى مافيش أخلاقيات حتى فى التعامل مع صاحب المكان، وأى واحدة بتيجى تشتغل بتبقى مش فاهمه الشغلانة ومعندهاش أستعداد تتعلم وأول سؤال تسأله هاخد كام؟؟ أنا لو ظروفى المادية بعد وفاة جوزى تسمح بأنى أقعد فى البيت كنت بطلت شغل من زمان من اللى بشوفه".
وعن سلوكيات بعض البنات التى قد تسئ الى المهنة تحدثت الينا بأنه:
"النوعية دى مينفعش تشتغل فى أماكن محترمة لأنها بتعكس صورة سيئة للمهنة، بس برضه عشان منظلمش البنات قوى عموما سمعة الكوافير من زمان بتخوف وعليها كلام كتير، وبشكل عام فى بنات ساعات بتتسبب فى عدم تكرار مجئ الزبائن للمحل بس ده برضه بيرجع لصاحب المكان اللى أرتضى أنه يشغلها عنده".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق