الاثنين، 9 مارس 2009

الحريه كلمه تحمل عمق لمعنى نفتقد اليه.


فالحريه كلمه نرددها كثيرا دون أن ندرك معناها الحقيقى، ذلك المعنى العميق والذى قلما نجد له وجود فى أذهان كثيرا منا.
فكل منا يجد لها المفهوم الذى يتناسب مع عاداته وتقاليده وثقافته، فالبعض يرى حريته فى أن لا يستعير عقلا ليفكر له ويقرر مصيره فيما يعتبره خصوصيات لا يسمح لأحد التدخل فيها بدعوى الخبرة ومعرفة الحياة أكثر منه.
وهناك من يرى أنها تتجسد فى أستقلاليته فى أبداء رأيه الشخصى على مرئى ومسمع من الناس دون حدود أو خطوط حمراء، والبعض الأخر يجد حريته فى عدم فرض وصايه أو رقابه علي تصرفاته كأن تكون له الحريه فى أنتقاء أصدقائه.
والسؤال هنا ماذا لو حصل الأنسان على حريته كامله؟ كيف سيتصرف؟ وما الفرق بينه وبين أخر سلبت منه بعض منها؟
لنتخيل نموذجين الأول لشخص يتمتع بحريه كامله فى حياته، والأخر محروم من بعض منها، ولنطبق المثل القائل أن "الممنوع مرغوب"، سنجد أن الأول من الممكن أن يستخدم تلك الحريه بحدود ترسمها عاداته وتقاليده التى شب عليها، وبما انه لا يوجد ما هو ممنوع اذا فأختياراته ستحمل بعض من التفكير العقلانى الذى يصل به الى بر الأمان حيث يرى تصرفاته صحيحه ومقبوله.
أما النموذج الثانى سيظل يبحث دائما عن حريته بشكل قد يوقعه أحيانا فى مشاكل هو فى غنى عنها، يضطر اليها لأثبات وجوده وتحقيق كيانه، ويقضى حياته فى بحثه عنها دون جدوى، وينتهى به الحال بأكتشافه أنه كان لديه بعض من الحريه لو كان أستغلها الأستغلال الصحيح لفاز بحريته كامله.
ولكن هل يستحق الأنسان الحريه بمعناها الشامل؟ حرية الأختيار وابداء الرأى والتصرف، أو بمعنى أخر هل تتوقف حياته على وجودها؟وهل يشترط للأنسان سن معين ليكون قادرا على أتخاذ قراراته ، فأعتقد أن بلوغ الأنسان سن الرشد ليس شرطا لحصوله على حريته فى أختيار حياته، فمن الممكن أن يكون أقل خبره من أنسان أقل عمرا منه، فالعمر هنا يلعب دور نسبى.
وفى النهايه أعتقد أن كل أنسان هو الذى يصنع حريته ويضع حدودها قبل أن يضعها له الأخرون وذلك من خلال تصرفاته المسئوله وتفكيره المنظم ، فالحريه لا تنتظر الشخص الذى يعطيها لنا ولكنها تذهب تلقائيا للأنسان الذى يستحقها دون أستئذان أو سابق أنذار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق