الأربعاء، 18 مارس 2009

نفسنة بنات



سؤال وجهته للعدد من البنات، وتفاوتت الأجابات بين القبول والنفى، ولكن ثق أنهم جميعا تعرضوا لها أحيانا وشعروا بها أحيانا أخرى، فلا توجد أنثى على وجه الأرض لم تعانى من هذا الأحساس على مختلف أسبابه، نعم فلغيرة البنات أسباب عديدة، ومن أبرزها تفاوت مستوى الجمال والمستوى التعليمى والثقافى والأجتماعى والمادى.
فعندما تشعر حواء أن هناك من تتفوق عليها لأى سبب من تلك الأسباب، يبدأ ذلك الأحساس يتسلل اليها، لتبدأ معه رحلة هى الوحيدة القادرة على أن تجعلها قصيرة أو طويلة، فمنهن من تستطيع أن تفرمل تلك الأحاسيس فورا ومنهن من تغرق فيها.
فاذا قالت لك أحدهن أنها لم تشعر أبدا بهذا الأحساس فى حياتها فأعلم أنها ليست غيورة فقط بل كاذبه أيضا.
كنت أجلس مع صديقاتى عندما سألت أحدهن هل جربتى نار الغيرة؟
فترد " أنا باكينام وأنا واثقه فى نفسى" بثقه " أنا عمرى فى حياتى ما حسيت الأحساس ده أبدا، لأن اللى تحس بيه أكيد عندها نقص فى حياتها"
فتقاطعها العاقلة الراسيه :" يا سلام عالعقل ، أمال مين بقه اللى كان هيموت من الغيظ التيرم اللى فات لما جبت جيد جدا وهو جاب جيد".
طبعا الأخت اللى اتبرعت بشهادتها الأولى نظرت اليها شزرا وصمتت طويلا مع وعد منها برد الأهانه.
سألت الأخت الصريحه المقدامه العاقلة الراسيه " اذن متى شعرت بالغيرة ؟
ردت:" ساعات بحس أنى غيرانه من واحدة أجمل منى مثلا أو لابسه شيك ، أو بتتكلم أحسن منى فى موضوع معرفش فيه حاجه خالص"
طيب وماذا يكون رد فعلك وقتها أو بمعنى أخر ماذا تفعل بك غيرتك منها؟
" عادى أحاول ان أتكلم وخلاص وأثبت أنى أعرف أكتر منها، ولو المناقشه وسعت قوى بهرب لموضوع تانى عشان الأحراج"
لكن أكيد هذا يدفعك الى أن تكونى أفضل مما أنت عليه؟
"أكيد وممكن ده يكون النوع الأيجابى من الغيرة، واللى بيساعد الأنسان على النجاح".
فتقاطعها الأخت باكينام لتقول " الغيرة الأيجابية دى اللى ممكن تكون فى الدراسة مثلا أو فى الشغل، لكن فى واحدة ممكن تغير من صحبتها عشان مرتبطه وهى لأ ودى بقى غيرة أكيد سلبيه لأنها ساعات ممكن توصل أنها توقع بينها وبين خطيبها لمجرد أن الموضوع يبوظ.
سألتها:" ومتى أخر مرة شعرت بذلك النوع من الغيرة؟
ووقتها أيقنت تماما أن أنا والأخت العاقلة الراسيه مش هنروح النهاردة بسلام، يأما هنتنقل المستشفى أو الى الحياة الأخرى.
ومرت علينا بعض لحظات من الصمت كأن كل منا تفكر فيما يخبأة قلب وعقل الأخرى، وفجأة رأينا من بعيد أحدى صديقاتنا تتقدم ناحيتنا تحمل أبتسامة عريضه رقيقه كعادتها وكانت تلك الصديقة دائما بالنسبة لى هى الأرق والأقرب الى قلبى، كنت أشعر دائما أنها تحمل مشاعر الطفولة فى أعذب صورها فهى تتحدث بتلك التلقائيه التى وهبها الله للأطفال دون سواهم، فوجهها يعكس دائما كل ما يدور فى عقلها وقلبها، تستطيع أن تضفى على أى مكان بهجه وفرح غامرين، وهذا ما جعلها صاحبة أكبر رصيد فى قلوبنا جميعا وفى قلب كل من عرفها، فتفتح لها القلوب دون أدنى تردد لتصبح هى خزنة أسرار الجميع لما تحمله من عقل راجح قادر على استيعاب الأشياء فبجانب طفولتها تلك تشعرنا دائما أنها الأكبر سنا، وفجأة قفز الى رأسى أعتراف لم أواجهه به نفسى ابدا، فتجيب أحساسيى متحديه عقلى الذى يجيبنى بالنفى قائله: تلك هى حواء التى أغير منها.
ليقاطع سؤالها عن أحوالى شرودى، فأرد: الحمد لله كله تمام.
وفجأة تسألنى باكينام: وأنتى بقه بتغيرى من مين.
فأرد فى ثقه: أكيد مش منك .... هاهاهاهاهاهاها
فسألتنا الطفلة الرقيقه: ايه يا جماعة هو فى ايه؟
أجابتها: اصل احنا كنا بنتكلم عن غيرة البنات، وبصى بقه الدور جه عليكى قوليلى عمرك غيرتى من واحدة صحبتك؟
فردت لتؤكد: طبعا، مين مننا محسش الأحساس ده قبل كده، ومتسألنيش مين عشان هرد عليكى من غير ما تسألينى، منك أنتى.
لينزل عليه ردها كالصاعقه: مين أنا ........ هاهاهاها حقيقى القلوب عند بعضها.
ولم يمر وقت طويل حتى قامت كل منا لتذهب الى بيتها، وفى طريقى الى البيت ظلت الأسئله تتهافت على رأسى كأسراب طير فى موسم هجرة فهى تتدافع بانتظام واصرار واضحين، حتى توصلت الى أن أنسان يقضى نصف عمره تقريبا باحثا متطلعا لما فى يد غيره مع أنه يملك الكثيرالذى يتمناه غيره، وفى النهايه أقول لصديقتى الصدوقه: تيجى نبدل.
عدد فبراير 2008 مجلة كلمتنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق