الاثنين، 9 مارس 2009

أنا اللى بالأمر المحال أغتوى.


فلو كان الأمر مستطاع لأفتقد جزءا كبيرا من رونقه وجماله، فالحلم هو الحياة التى نود لو نعيشها للحظه لكونه ينقلنا الى عالم سحرى أكثر صفاءا لأنه مشروط دائما بأمانينا وأمالنا فى الحياة، فيشعرنا بسعادة تحولنا الى كائنات قادرة على الأستمرار والبقاء، وكأن قدرة الأنسان على أن يحلم هى وقايه له من أمراض الواقع، فيلجأ الى الحلم ليستمد منه القدرة على الصمود أمام كل ما يحمله الواقع من حماقات تحبس أرواحنا بداخلنا دون سجن أو قضبان.
فالأنسان الذى فقد القدرة على الحلم هو أنسان قرر أن يسجن أماله وطموحاته بداخله لتجعل منه أنسانا نصف ميت غير قابل للتجدد والتطور، فيظل واقفا مكانه لا يتحرك ولا يعطى فرصه لمن حوله على أن يساعدوه على ذلك.
وهذا الأنسان عادة يكون محدود الخيال، يؤمن بالثوابت والحقائق الواضحه، فتجده يفك شفرة أى معادله حسابيه فى سهوله ويسر ولكن أن تطلب منه أن يتأمل لوحه فنيه ليخرج منها برأى هنا يعجز خياله عن وصفها.
وهذا الأنسان حتما أفتقد جزءا كبيرا من روعة الحياة، نعم فالخيال دائما يسبق الواقع لكونه أكثر أبهارا وروعه.
وعلى الجانب الأخر تجد أناسا غارقون فى أحلامهم ليلا نهارا، لا تكاد أقدامهم تلمس أرض الواقع حتى يهربوا ثانيه الى عالم الأحلام، وهؤلاء أيضا معطلون، يفقدون النصف الأخر من الحياة، فأحيانا يعيشون الحلم وكأنه واقع،فلا يلبثوا أن يصطدموا فى مشاكل الحياة حتى يدركوا أنهم لازالوا على أرض الواقع، ويقضون أغلب عمرهم فى البحث عن كيفية تحويل أحلامهم الى حقيقه، وأغفلوا أنه يجب أن نعيش الحلم مثلما نعيش الواقع بكل تفاصيله دون أن ندركه أحيانا، وهذا لا يعد عيبا فينا ولا لأن الحلم بعيد المنال، ولكن يكفينا أننا قادرين على أن نحلم، فمادمنا نحلم اذا أؤكد لك أننا لازلنا على قيد الحياة.
ولكن ماذا لو تحول الحلم بالفعل الى حقيقه؟ هل سيظل محتفظا بجماله أم سيفقد بعضا منه؟ أو لعلنا نراه بالشكل الذى يفقده ذلك الجمال لكونه أصبح بين يدينا، فتلك هى طبيعة البشر التطلع لما هو بعيد دائما، ومحاولة الوصول اليه بشتى الطرق، وما ان وصلنا اليه حتى نتطلع الى ما هو أكبر، وهنا تكمن روعة الحياة.
فيقول فى هذا شاعرنا الكبير صلاح جاهين:
أنا اللى بالأمر المحال أغتوى
شفت القمر نطيت لفوق فى الهوا
طلته ما طلتوش ايه أنا يهمنى
وليه .... ما دام بالنشوة قلبى أرتوى
عجبى!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق