الأربعاء، 18 مارس 2009

الأول ... وليس أول مكرر


عندما يتجسد أمامك واقع التعليم والذى يعانى منه كافة الطلاب على حد سواء المجتهدون منهم والفاشلون أو على حد تعبير الكاتب " الذين يكتفون بالتلصص من ثقب الباب "، والمقصود هنا باب "أوضة العلم"، عندما يتجسد أمامك ذلك الواقع المرير بشئ من السخريه الجريئه والمحسوبه فى نفس الوقت، فأنت الأن بين يديك كتاب "أول مكرر" للكاتب هيثم دبور.

كتاب تعليمى ساخر كما وصفه كاتبه، يسخر من كل ما عانينا منه طوال مراحل دراستنا بصياغه ذكيه وعبارات رشيقه، ترتقى بالعمل من مجرد كتاب يشرح تفاصيل التعليم فى مصر الى ما يشبه القصه تسرد فى كل فصل حكايه جديدة ترتبط بسابقتها بخيط واحد وهو اليوم الدراسى والذى يبدأ بالحصه الأولى " الأخلاق" والتى يصفها الكاتب بال " مادة تحت التأسيس" الى الحصه التاسعه "مجالات"، ومن الواضح أن الكاتب أراد أن يطبق نظام اليوم الدراسى الكامل، وما بينهما يأتى العربى - الكيميا - التربيه الوطنيه - فيزياء - والفسحه - الأحياء - الأقتصاد - والتاريخ.

"أول مكرر" طريقة صياغه جديدة من نوعها على القارئ العادى الذى اعتاد على الصياغات النمطيه، ولكن الكاتب هنا قرر التمرد على كل ذلك بأن أختار التعليم بطلا لكتابه والذى يعد أهم ما يشغل كل طالب حتى الذى تخرج بالفعل وأصبح من ذوى الشهادات، ولكن لا مانع من مراجعة ذكرياته الأليمه بشكل ساخر، وهذا الأختيار يحسب لذكاء الكاتب لجذب أكبر شريحه من القراء، ثم أصطحابهم فى رحلة تمتد الى العشر فصول يسخر فيها ليس فقط من التعليم ولكن أيضا من العديد من الظواهر الأجتماعية والسياسيه بشكل من الرقى يجعلك تحترم عقلية الكاتب وذكائه فى جذب أنتباهك من أول الأهداء فى أول الكتاب وحتى الفهرس فى صفحته الأخيرة.

"أول مكرر" كتاب ينصح بقرأته، فهو حقا لا غنى عنه لأى طالب عانى أو لازال يعانى، طالب قهره مكتب التنسيق وجعله يجلس فى مدرج "ج" كلية التجاره بمجموع 91% أدبى دون رحمه أو شفقه.

هناك تعليقان (2):

  1. شوقتيني يا مها اني اقراه وخصوصا انه بيمس جرح قديم عندي
    (طالب قهره مكتب التنسيق وجعله يجلس فى مدرج "ج" كلية التجاره بمجموع 91% أدبى دون رحمه أو شفقه.)

    بس أنا طالب قهره مكتب التنسيق وجعله يجلس في مدرج بكلية علوم بمجموع 94% علمي :)

    ردحذف
  2. سعيده أن الموضوع عجبك، ياريت تقرا الكتاب، واكيد هيعجبك أن شاء الله.

    ردحذف