الأربعاء، 18 مارس 2009

الأنتظار


كنت دائما بحكم طبعى الملول أكره تلك الكلمه بكل مرادفاتها ومعانيها، وكان يفسر البعض ذلك بأننى غير صبورة، أمل الأشياء سريعا، وكنت أفسره أنا بأننى أكرهه ليس لقلة صبرى، ولكن لأنه يجعل الأشياء تفقد قيمتها وحلاوتها فهذا كنت ما أعتقد، وكأن الأنتظار ألة كبيرة تبتلع الزمن وتحوله الى دهر قادرا على محو أشياء وخلق أشياءا أخرى، ولكن شتان بين الأثنين، فهو مثلا يستطيع وعن جدارة أن يلعب بوحدة الزمن كيفما يشاء فهو يحول الثانيه الى دقيقه، والدقيقة الى ساعه، والساعات الى أيام، والأيام الى شهور، والشهور الى سنين.
كنت أتخيله دائما حائلا أمام أى تطور، فهو قادر دائما على أجهاض أى حلم أو أمل، ليحوله الى سراب كلما مشيت وراءه لتلحق به يزداد بعدا وأتساعا.
والأنتظار يختلف مفهومه من شخص لأخر وذلك حسب الشئ المنتظر وطبيعة الشخص نفسه.
فهناك أشخاص ينتظرون تحسن ظروفهم وحالتهم الماديه والأجتماعية، وهناك من ينتظر عودة شخص غائب، وأخرون ينتظرون نتيجة أمتحان، والبعض الأخر ينتظر حب يملأ حياته ويجعلها أكثر أمانا ودفئا.
فدائما هناك زحاما لأشخاص من مختلف الأشكال والأنواع على محطة القطار ينتظرون الركوب، فهم جميعا متفقون على مبدأ الأنتظار، ولكن بمجرد وصول القطار الى المحطة، تجدهم يتباعدون فى محاولة غير مقصودة لتصنيف أنفسهم وتقسيمها الى مجموعات ثلاثة:
فالبعض يستقل الدرجه الثالثة متطلعلا الى الثانية، والبعض يركب فى الدرجة الثانية متطلعلا الى الأولى، وأخرون يستقلون الأولى، فتجد الكل دائما متطلعلا الى التغير، ولكن الثابت دائما أن الجميع يحاولون ويدور فى عقولهم دائما عدة أسئله أهمها كيف نستطيع الوصول الى الدرجه الأولى وماذا بعد الوصول اليها؟
ولكن بمرور الوقت أستطعت أن أرى للأنتظار مفهوما أخر جعل منه شيئا قابلا للتعايش معه، فقد تخيلته أحيانا وكأنه شخصا يتحدانى، يصر على هزيمتى وأصر على الأنتصار عليه، ليس فقط لأثبات أننى الأقوى ولكن على الأقل لأثبات أننى لازلت قادرة على الصمود، فالنجاح دائما يزيد من ثقتى بنفسى حتى ولو كان نجاحا صغيرا لا يشكل شيئا لمن حولى، ولكنه بالطبع يضيف لى الكثير.
وبذلك أصبح للأنتظار طعما أخر فى حياتى جعلنى قادرة على أن أتذوقه مستمتعه بكل لحظه فيه، فالأجمل من لحظة النجاح السعى وراءه منتظره أدراكه، والأروع من السفر فى رحلة، اليوم الذى أقضيه فى تحضير حقيبة سفرى أستعدادا لها، وهكذا دائما نرى للأشياء وجوها أخرى لم نكن نراها سابقا.
فى عدد 30/3/2009 جريدة شباب مصر

هناك 4 تعليقات:

  1. bgd awel mara a22rh lkei 7aga twela leki 7asa b aslob bgd gded moktshfha fekie go go go i love it so much
    Maha Harhash at 5:19pm February 19, 2008

    ردحذف
  2. كلامك عميق جدا يا مها
    أحييكي
    Islam Maher at 9:51pm February 19, 2008

    ردحذف
  3. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  4. شوفى يا ميهو ... السكوت صعب و اصعب منه انتظار حاجة منعرفهاش ... او نعرفها ... ساعات بنضيعها فى انتظار ايام حلوة ... و سنين بنعيشها طمعانين فى السعادة ... و فى الاخر ينتهى الانتظار بانتهاء الرحلة او الاجل
    و السلام ختام
    Mahmoud Gamal El-Din at 7:43am February 20, 2008

    ردحذف